في ذكرى سفياتوسلاف فيودوروف.

اعتقل والده من قبل حكومة جوزيف ستالين خلال فترة القمع في ثلاثينيات القرن العشرين، وحُكم عليه بالسجن لمدة سبعة عشر عامًا في معسكر للأشغال الشاقة. بعد إنهاء دراسته الثانوية في عام 1943، التحق فيودوروف بمدرسة يريفان الإعدادية للمدفعية ثم نُقل إلى المدرسة الإعدادية الحادية عشرة للقوات الجوية. ونتيجة لحادث تعرض له في عام 1945 فقد إحدى قدميه ولم يتمكن من إنهاء دراسته.

ظل فيودوروف يحلم بالطيران، إلا أنه اختار مهنة الطب. في عام 1952 تخرج من كلية الطب في مدينة روستوف أون دون. ومنذ عام 1958 ترأس القسم السريري في فرع تشيبوكساري لمعهد هيلمهولتز الحكومي لأبحاث طب العيون. في عام 1960 ابتكر عدسة اصطناعية جديدة وأجرى عملية زرعها لأول مرة في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. حدث نزاع مع مدير الفرع التابع للمعهد، وبعد ذلك تم تسريح فيودوروف من العمل، وأُعلن أن أبحاثه غير علمية. وأعيد تأهيله في عمله عندما نُشرت نتائج زراعة العدسة الاصطناعية في صحيفة "إزفيستيا" الحكومية. ساعد هذا المنشور على إنشاء مختبر زراعة العدسات.

1961-1967 ترأس فيودوروف قسم طب العيون في معهد أرخانجيلسكي الطبي. في عام 1967 تم نقله إلى موسكو وترأس قسم طب العيون ومختبر زراعة العدسات في معهد موسكو الطبي الثالث. في عام 1967 تولى زراعة القرنية الاصطناعية. في عام 1973 قام بتطوير وإجراء عملية علاج الجلوكوما المبكرة لأول مرة في العالم. حظيت طريقة فيودوروف لاستئصال القرنية العميقة بقبول دولي وأصبحت طريقة فيودوروف لعلاج الجلوكوما في جميع أنحاء العالم.

في عام 1974 انسحب مختبر فيودوروف من المعهد. في نفس العام أجرى فيودوروف أول عمليات جراحية وفقاً لطريقة مطورة لتصحيح قصر النظر عن طريق إجراء شقوق أمامية مقيسة على القرنية. تم استخدام هذه الطريقة الثورية على نطاق واسع فيما بعد في عيادة فيودوروف وفي الخارج. وقد ساعدت هذه الطريقة إجمالاً أكثر من 3 مليارات شخص على تحسين نظرهم.

في عام 1979 تم إنشاء معهد الجراحة المجهرية للعيون برئاسة فيودوروف على أساس المختبر. واستمرت عملية تطويره خلال الثمانينيات. كان فيودوروف عالمًا مهمًا للغاية وكانت سلطته لا يرقى إليها الشك، لدرجة أن حقوق المؤسسة كانت متميزة في ذلك الوقت. فقد كان لديه حساب عملة خاص به، وكان يستقبل المرضى الأجانب، وكان يُسمح له بتحديد عدد الموظفين ومقدار رواتبهم. كان فيودوروف ينشط في بناء فروع جديدة في جميع أنحاء البلاد وفي الخارج (إيطاليا، بولندا، ألمانيا، إسبانيا، اليمن، الإمارات العربية المتحدة).

أثبت فيودوروف أن توفير رعاية طبية عالية الجودة قد يكون مربحًا. كما أظهر أيضًا أنه من الممكن إجراء بحث علمي وتحقيق النجاح الاقتصادي وكسب المال بطريقة نزيهة "بعقلك" في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. في الثمانينيات، كانت مؤسسة الجراحة المجهرية للعيون تشتري معدات جديدة، وتقوم بعمل علمي، وكانت تزيد رواتب موظفيها. كان سفياتوسلاف فيودوروف رجل أعمال موهوبًا وإداريًا متميزًا. كان لديه نهج منهجي في حل المشاكل الاقتصادية والسياسية. كان نائبًا للشعب في الاتحاد السوفييتي وروسيا، وشارك في أنشطة الأحزاب السياسية وعُرض عليه أن يصبح رئيسًا للوزراء. ولا يزال التاريخ يتذكره كعالم لامع ساعدت اكتشافاته العلمية الملايين من الناس على استعادة بصرهم.

في أبريل 1995، تم اختيار سفياتوسلاف فيودوروف عضواً كامل العضوية في الأكاديمية الروسية للعلوم الطبية. حصل على لقب بطل العمل الاشتراكي (أعلى درجة امتياز للإنجازات الاستثنائية في الاقتصاد والثقافة الوطنية)، وحائز على ميدالية لومونوسوف الذهبية (أكاديمية العلوم الروسية)، وجائزة بالولوج وجائزة الأوسكار (الولايات المتحدة الأمريكية).

2 يونيو 2000 عاد سفياتوسلاف فيودوروف بطائرة هليكوبتر من تامبوف، حيث ألقى كلمة في مؤتمر. عند الاقتراب من موسكو، تحطمت المروحية بسبب عطل في المحرك. توفي فيودوروف وثلاثة أشخاص آخرين كانوا على متنها.